العوامل المؤثرة في فعالية الأداء الإداري لقيادات مكاتب التربية بمديريات محافظة صنعاء

باحث: محمد سعيد أحمد ناصر

ملخص البحث (ABSTRACT)
تعاني مكاتب التربية والتعليم بمديريات محافظة صنعاء من القصور في الأداء وتدني في الكفاءة والفعالية , وقد أثبت ذلك الواقع كما أثبتته التقارير الرسمية , لهذا فقد هدف هذا البحث إلى معرفة وقياس العوامل البشرية والإدارية والمادية والبيئية المؤثرة سلباً في فعالية الأداء الإداري الفردي والجماعي للقيادات التربوية بتلك المكاتب في ضوء متغير الوظيفة والخبرة والمؤهل والتخصص والعمر وعدد الدورات التدريبية وحجم مكتب التربية بكل مديرية , وذلك من وجهة نظر ثلاث فئات هي : 1- مديرو المكاتب . 2- نواب المديرين . 3- رؤساء الأقسام الإدارية والفنية بتلك المكاتب .
ويتوقع أن يقدم هذا البحث صورة توضيحية للمعنيين في وزارة التربية والتعليم عن أهم العوامل المؤثرة سلباً في فعالية الأداء الإداري مما يساعد في وضع الخطط اللازمة لرفع القدرات الذاتية للأداء وتطويره .
ولتحقيق ذلك استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي , واعتمد الإستبيان المغلق أداة للبحث الذي احتوى على (78) فقرة " عاملاً " ذات مقياس خماسي يبدأ بدرجة (تأثير ضعيف جداً) وينتهي بخمس درجات (مؤثر قوي جداً) , وطُبقت الأداة على جميع أفراد مجتمع البحث وعددهم (204)أفراد , وتمّت المعالجات الإحصائية باستخدام المتوسطات, والنسب المئوية والتكرارات, والانحراف المعياري ,ومعامل ارتباط بيرسون , ومعامل الثبات (الفاكرونباخ) ومقياس قوتمان واختبار " ت " , واختبار شيفيه .
وكانت أهم النتائج بصورة مجملة (12) عاملاً بلغت درجة تأثيرها (5) درجات بتقدير لفظي " مؤثر قوي جداًُ " منها (3) عوامل بشرية , وعاملان إداريان , و(4) عوامل مادية , و(3) عوامل بيئية . وأما العوامل التي بلغت درجة تأثيرها (4) درجات بتقدير لفظي "مؤثر قوي " فهي (64) عاملاً , وهي بقية العوامل البشرية والإدارية والمادية والبيئية عدا عاملين بيئيين بلغت درجة تأثيرهما (3) درجات بتقدير لفظي " تأثير متوسط " . كما أظهرت النتائج أن أكثر المجالات تأثيراً في فعالية الأداء الإداري هو مجال العوامل المادية, يليه مجال العوامل الإدارية ثم مجال العوامل البيئية وأخيراً مجال العوامل البشرية.
وأما أهم نتائج البحث بين عوامل كل مجال على حدة فهي:
1- أكثر العوامل البشرية تأثيراً في فعالية الأداء الإداري هي : ضعف الرقابة الذاتية , تليها ضعف الوازع الديني , ثم تغليب المصلحة الخاصة لدى بعض المديرين .
2- أكثر العوامل الإدارية تأثيراً هي : تساهل الموظفين مع حالات الفساد الإداري, تليها عدم الالتزام بالمعايير الموضوعية في التعيين والترقية ثم عدم وضوح الصلاحيات بين السلطات المحلية ومكاتب التربية بالمديريات .
3- أكثر العوامل المادية تأثيراً هي: عدم تناسب المرتب مع مطالب الحياة, تليها تأخر وصول الكتاب المدرسي, ثم شحه المخصصات المالية اللازمة لسير العمل.
4- أكثر العوامل البيئية تأثيراً هي : تأثير الوساطة , تليها شيوع ظاهرة الرشوة , ثم تأثير المحسوبية .
وأظهرت نتائج الفروق ما يلي :
1- وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات إجابات أفراد مجتمع البحث تبعاً لمتغير المؤهل في العوامل البشرية , وكان اتجاه الفروق لصالح فئة دراسات عليا .
2- وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات إجابات أفراد مجتمع البحث بالنسبة للعوامل المادية , ولصالح فئة غير تربوي بينما لم يتبين وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات إجابات أفراد مجتمع البحث تبعاً لمتغير التخصص في بقية العوامل .
3- وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات إجابات أفراد مجتمع البحث تبعاً لمتغير حجم مكتب التربية في العوامل البشرية والمادية , وكان اتجاه الفروق في العوامل البشرية والمادية لصالح فئة المكاتب التعليمية الصغيرة , بينما لم يتبين وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات إجابات أفراد مجتمع البحث تبعاً لمتغير حجم مكتب التربية في العوامل الإدارية والبيئية.
4- عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات إجابات أفراد مجتمع البحث في العوامل المؤثرة سلباً في فعالية الأداء الإداري بحسب متغير الوظيفة (مدير , نائب مدير , رئيس قسم) , وبحسب متغير سنوات الخبرة , وبحسب متغير العمر , وبحسب متغير عدد الدورات التدريبية .
5- عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات إجابات أفراد مجتمع البحث تبعاً لمتغير المؤهل في العوامل الإدارية والمادية والبيئية .
أوصى الباحث بإعادة النظر في التوزيع الإداري لمكاتب التربية بالمديريات بحيث تضيق الفجوة بين تلك المكاتب من حيث عدد المدارس والعاملين والطلاب , وبما يتيح تحقيق العدالة في إمدادها بالإمكانيات المادية والبشرية , وبوضع حد دقيق للإمكانيات المادية والبشرية اللازمة لكل إدارة تعليمية وفقاً لمعايير مقننة للحد الأدنى , وأن يعاد النظر في هذا الحد الأدنى كل فترة زمنية محددة وفقاً للظروف .كما أوصى بوضع مقاييس موضوعية شاملة تُقاس بها مستويات أداء قيادات مكاتب التربية بالمديريات تُراعى في ذلك الظروف الخاصة بكل مديرية ليتم من خلالها التقييم الفعال والمستمر لأداء تلك القيادات , وتفعيل مبدأ المساءلة والمحاسبة في العمل الإداري , وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب , ونشر نتائج التقييم في الدور